وقت الفراغ ماأنت صانع فيه ?

ي
أعزائي الكرام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
أوقات العمل تملكنا وهذه حقيقة لا جدال فيها لكننا نحن الذين نملك وقت الفراغ ، لذلك فالفراغ هو ميزاننا لنقوم فيه أخطائنا ونعدل من سيرنا ونستعيد فيه أنفاسنا لنستدرك أشياء ما كنا لندركها وقت العمل 0
نحن الآن مع بداية العطلة الصيفية فهل خططنا وبشكل سليم كيف نقضي هذه الأشهر الثلاثة ؟ هل وضعنا برنامجا لنستفيد فيه من الإجازة ؟
يقول لي أحدهم : نعم ، سأسهر ليلي على راحتي تمشيات وسهرات وطلعات ثم أعود مع الفجر لأستلقي على سريري لا يعكر مزاجي الاستيقاظ مبكرا فأظل نائما حتى المغرب وأعاود قضاء يومي بنفس الوتيرة !!!!
وقائل يقول : أما أنا فإنني سأسافر إلى داخل أو خارج المملكة وألف العالم لأكتسب معلومات جغرافية وغيرها 000 فأقول له : وهل ستقضي الثلاثة الأشهر تلف على العالم ؟ قال لي لا ، سأعود إلى بلدي وأقضي على ما تبقى من الاجازة في سهر ولعب 0
وقائل يقول : أما أنا فإنني لم أتمكن من التوفيق بين دراستي وأخذ برامج في الحاسب أو دورات في اللغة الإنجليزية أو دورات في تغسيل الأموات أو زيارات الأقارب وصلة الأرحام لذلك فإن ما فاتني أيام الدراسة سأحققه في الإجازة ، سأحاول حفظ ما يمكن من القرآن الكريم على يد شيخ أو من خلال حلقات التحفيظ , سأحاول أن استيقظ آخر الليل لأناجي ربي وأتذوق حلاوة المناجاة لمن أحب فأظل كذلك مع كلام ربي وصلاتي وقيامي حتى الفجر فأصلي جماعة ثم أعود للنوم وأخذ قسط من الراحة ، فقلت له : أليس في هذا ارهاق عليك ، ثم إن هذه إجازتك فتمتع بها فقال لي :
قد كنت أكبرتك من قبل أما وهذا حديثك فقد نزلت من عيني فقلت له ولم ؟ فقال : أيها العم : أنا شاب مسلم علمت من حديث نبيي صلى الله عليه وسلم أن اثنتين مغبون عليهما الكثير من الناس : الصحة والفراغ وأنا صحيح ولدي إجازة فكم من مريض لا يتحرك يتمنى أن يقوم ليصلي لله ركعة !! وكم من رجل عجوز فرّط في شبابه يتمنى أن يعاد إليه شبابه ليستغله في طاعة الله ، أنا أيها العم لدي الثروة التي فقدها الكثير من الناس ( الصحة والفراغ ) أفلا استغلها فيما ينفعني في الدنيا والآخرة ، ألا تعلم يا عم أنه لا تزولا قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن اربع ومنها ( شبابه فيما أبلاه ) أليس من اللائق بي أن أعدّ نفسي للجواب قبل فوات الأوان ؟ يا عم : نحن المسلمين أوقاتنا ليست مفتوحة على مصراعيها للهو والنوم والأكل والشرب ، يا عم مع احترامي هذه حياة بهيمية ونحن ليس كذلك وليس هذا شأننا ، صحيح نحن نأخذ قسطا من الراحة ، من اللهو المباح لكن بتقنين وليس بفوضوية ، يـــــاعم 000000فقلت له كفى يا بني فقد أخجلتني ونبهتني وليس عيبا أن يعظ الصغير الكبير وفي قصة الحسن والحسين رضي الله عنهما وتعليم الوضوء للشيخ الذي لم يكن يحسن الوضوء تأكيد لهذا المفهوم السامي ، مفهوم الاستفادة وقبول الرأي الصحيح حتى وإن كان من من هو أصغر منك سنا 0
ربتّ على كتفه راضيا عن ما قال ومقتنعا بتخطيطه لقضاء إجازته ولا أدري يا ترى مع من أنتم ستكونون من الأصناف التي ذكرت !!!!

يسلمووووووووووووووووووووووووووووووووووو